ضمير الغائب في قصة ” بمقهى .. هو وهي
ضمير الغائب في قصة ” بمقهى .. هو وهي ” للأديبةإلهام غانم عيسى ” قراءة بقلم الناقدة رولا سلوم سورية تسرد الكاتبة قصة عاشقين جمعهما الحب، من غير أن تحدّد اسميهما بوضوح، تترك الاسمين لخيال القارئ، فهي قصة قد يعيشها أي عاشقين محبين .. المكان الذي تواعدا فيه هو مقهى على البحر، أما الزمان فهو ليلاً ” لم يكن القمر يراقبهما ويضيء المكان ” .. مشاعر البرودة تبدو منذ البداية بين الاثنين، على الرغم من أنّ القاصة متفائلة، وعبارتها تدل على ذلك ” جلس كلّ واحد منهما على كرسيه، وأخذ يحدّق بالكأس الزجاجية المملوءة بالماء فوق الطاولة “، فالكأس مملوءة، وهذا تفاؤل كبير، والقمر يضيء المكان، ورياح خفيفة تلهو بشعرها الليليّ . ثم تلجُ الساردة القاصة إلى عمق القلب، وكما تقول بطريقة عبثية، الشاب يفكر بها .. ، وتستخدم ضمير ” هو” ، والشابة ” هي” تفكر بالرحيل عنه … لماذا استخدمت الكاتبة ضمائر منفصلة ؟ هل لتظهر ذلك البعد وذلك الغياب في المشاعر بين الاثنين ؟؟ ربما .. إنها تعزف باللغة، تختار ضمائرالرفع المنفصلة ” هو ، هي ” لتوحي بالغياب الكبير، لتذكّر بالضمير الكامن والنائم ربما ..؟؟ ثم تعود بالذاكرة خلفا، إلى الماضي، فالعاشق تذكّرَ أنّ محبوبته التقت به هنا في هذا المكان لأول مرة، ونمت براعم الحب بينهما، فما الذي حدث ؟؟ الآن اختفت تلك البراعم، وربما وئدت وماتت، فهي ” تحدّق”، تتخيّر الكاتبة اللفظة بدقة، فلم تقل ” تنظر” بل قالت ” تحدّق ” دلالةً على الإمعان في النظر نحو البعيد، وبصمتٍ غارقٍ في بحور الألم ، هكذا تتخيّر الكاتبة المكان في القصة ” مقهى على البحر” ليزيد هذا البحر في…
The post ضمير الغائب في قصة ” بمقهى .. هو وهي appeared first on النهار نيوز المغربية.
ضمير الغائب في قصة ” بمقهى .. هو وهي Lire la suite »