وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي من الموءكد ان هذا البيت الراءع تحول الْيَوْمَ الى ترنيمة ولحن يهتف بهما قلب كل من فارق وطنه في غربته متشوقا الى وطنه الام من ناحية ، ومتذكرا كل التفاصيل التي لم يكن يتذكرها او على الأقل يقف عندها وهو في الوطن من ناحية اخرى ومدركا ابعادا ودلالات ينطوي عليها المكان الذي ولد فيه ونشاَ وكبر بين ربوعه ، وذالك على نحو غير معهود ، وعلى نحو يدرك فيه المغترب عن وطنه او بعبارة اخرى المنفي عنه ما لم يكن يدركه من قيمة هذا الوطن او معانيه او علامته.ان هذا الإحساس لا يعانيه المنفي او المغترب فحسب وإنما يعانيه كل من يترك وطنه مختارا او مجبرا ، فالوطن لا تنكشف محاسنه الحقيقية إلاّ و هو في البعد ، او على البعد ، و الاحبة لا يعرف الانسان قدرهم وعمق محبته لهم إلاّ اذا غادرهم وبعد عنهم ، ولذالك فالجفوة في هذا السياق معرفة ، والبعد قرب والوحدة اكتشاف لما كان يمكن ان يكتشفه المرء وهو يتحرك او ينتقل كعادته في وطنه . اما عن تجربتي الشخصية ، فأنا لم اشعر بمحبتي الى المملكة المغربية الشريفة وشوقي اليها إلاّ بعد ان اضطررت الى السفر بعيدا عنهااختيارا او بغير اختيار ، حتى العلاقات بين الأصدقاء و أماكن العمل لا تتجلى على هذا النحو من الوضوح الاٌ في حالات البعد ، واظن انه حتى قيمة العلم الذي حصله الانسان في وطنه لا تظهر الا عندما ينتقل الانسان الى بلد اخر ، ويعرف أنماطا من العلم المغاير ، واعتقد انني ادين بالعرفان لكل السفريات والترحال بين دول أمريكا اللاتينية…
The post وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي appeared first on النهار نيوز المغربية.
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي Lire la suite »