انقضى رمضان سريعا كلمح البصر وحاولنا ان نستغل كل لحظة فيه للتقرب من الله لكن مشاغل الحياة اخذتنا أحيانا في الاتجاه المعاكس.. وقد ينقضي الشهر الكريم لكن يبقى الله الواحد القهار نقترب منه بالعبادات تارة ونخفق تارة أخرى فنعود ونستغفره فليس لنا سواه يرحمنا ويعفو عنا ..
إن رمضان ليس شهرا عاديا هو شهر المغفرة والرحمة، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 2-5].
فهل خرجنا من رمضان كما دخلنا ؟! بالتأكيد لا
بل استفدنا منه تعلمنا فيه الكثير من الدروس أهمها
الدرس الأول: من الضروري أن ننتصر على أنفسنا ولن يكون هذا إلا من خلال تقوى الله و من خلال كف اللسان والجوارح عن المعاصي والشهوات.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب. فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم) رواه البخاري ومسلم.
الدرس الثاني :
أهمية الصبر والتحمل لأجل من نحب لكي نقترب من الله وننال رضاه.. فالصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب على الصبر، بما في ذلك الصبر على الطاعة، الصبر عن المعاصي، والصبر في مواجهة الأقدار. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].
الدرس الثالث: حلاوة العبادة رمضان علمنا حلاوة العبادة مثل القيام والصيام وقراءة القرآن، ويجب أن نستمر في ذلك بعد رمضان. فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه
الدرس الرابع: التسليم لله ولرسوله علمنا رمضان التسليم لله ورسوله في جميع أوامره ونواهيه. قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].
الدرس الخامس: مراقبة الله فالصائم يجتهد في منع نفسه عن الشهوات وتجده يراقب الله تعالى نهاره قبل ليله، حيث يترك المسلم ما تهواه نفسه امتثالًا لما يرضي الله. قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
الدرس السادس: تعلمنا من رمضان أن الدين يسر، وليس فيه مشقة، فمن استطاع الصيام صام، ومن لم يستطع، فله الخيار في القضاء أو الكفارة. قال تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾
الدرس السادس: التصدق والإحسان علمنا رمضان أهمية التصدق على الفقراء والمساكين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر سخاءً في رمضان. كما أن تجربة الصيام تمنح المسلم شعورًا أكبر بمعاناة الفقراء، مما يزيد من رغبته في مساعدتهم.
أن رمضان شهر لا مثيل له يغسل الروح من الدنس ويطهرها لنعود افضل وقد تتغير الأحوال لكن المؤمن ثابت على دينه وحبه وتقواه لله مهما تغيرت الشهور والأحوال.
30 mars 2025
Aller à la source Belgium-Times.BE
Author: abdelaaziz6