ضعف شبكة الإنترنت والتغطية الهاتفية تحدٍّ يعيق التنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة

تمثل الأقاليم الجنوبية للمملكة ركيزة أساسية في مسار التنمية الشاملة التي تنهجها الدولة المغربية، حيث شهدت هذه المناطق استثمارات كبيرة في مختلف القطاعات لتعزيز البنية التحتية وتحقيق التوازن التنموي. ومع ذلك، يبقى ضعف صبيب الإنترنت والتغطية الهاتفية في الجماعات الترابية القروية والنائية التابعة للأقاليم الجنوبية تحديًا ملحًا يُعيق استفادة السكان من الخدمات الرقمية الحديثة التي تُعتبر محركًا رئيسيًا في مجالات التعليم، الصحة، والتجارة الإلكترونية.

وفي ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للأقاليم الجنوبية كقاطرة للتنمية الوطنية، يُصبح تحسين خدمات الاتصالات والإنترنت ضرورة ملحة لتقليص الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والمناطق النائية. إذ تُعد الرقمنة من الدعائم الأساسية لتطوير القطاعات الإنتاجية وربط هذه الأقاليم بالأسواق الوطنية والدولية، مما يعزز موقعها الاستراتيجي ويُسهم في تحقيق الاندماج الكامل مع باقي مناطق المملكة.

من هذا المنطلق، يُنتظر من الحكومة، من خلال الوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، تقديم خطة واضحة لتقوية شبكات الاتصالات وضمان تغطية شاملة وعالية الجودة. فتعزيز البنية التحتية الرقمية في الأقاليم الجنوبية لا يقتصر على تحسين جودة الحياة للسكان، بل يُسهم في ترسيخ مكانة هذه الأقاليم كمحور تنموي واعد يتماشى مع الرؤية الملكية لتحقيق النمو والازدهار في جميع ربوع المملكة.