إسبانيا : تكريم ضحايا سجون البوليساريو و اعتراف بالمعاناة والتزام بالعدالة

في خطوة إنسانية نبيلة، نظّمت الجمعية الإنسانية للاندماج وتكافؤ الفرص بمدينة “بين المدينة” حفل تكريمٍ خاص بضحايا التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها سجون البوليساريو في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية. جاء هذا الحدث في إطار اختتام أشغال المنتدى الثقافي حول حقوق الإنسان، ليعيد تسليط الضوء على المعاناة الطويلة التي عاشها المحتجزون في تلك السجون، ويؤكد على ضرورة الاعتراف بحقوقهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم.

معاناة لا تُنسى وجرائم بلا محاسبة
لأكثر من أربعة عقود، عاش العديد من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف تحت وطأة الانتهاكات الجسيمة التي مارستها جبهة البوليساريو، حيث تعرضوا للتعذيب، الاحتجاز القسري، والإهمال الممنهج. هذه الجرائم، التي وثقتها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، تظل شاهدة على الانتهاكات المستمرة التي تستوجب محاسبة المسؤولين عنها وإنصاف الضحايا وعائلاتهم.
في كلمتها خلال حفل التكريم، عبّرت رئيسة الجمعية الإنسانية للاندماج وتكافؤ الفرص عن تضامنها العميق مع الضحايا وعائلاتهم، مؤكدةً أن هذا الحدث ليس مجرد تكريم رمزي، بل هو جزء من معركة مستمرة للحفاظ على الذاكرة الجماعية والدفاع عن حقوق الضحايا أمام المجتمع الدولي. كما نوه الأمين العام للتكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية بضرورة العمل على كشف حقيقة الانتهاكات في سجون البوليساريو، ومواصلة الجهود لكسر حاجز الصمت المفروض حول هذه القضية.
دعم رسمي للقضية الإنسانية
لم يكن لهذا الحدث أن يكتسب زخمه دون دعم السلطات المحلية، حيث عبّر رئيس بلدية “بين المدينة” عن التزامه بدعم الذاكرة التاريخية لضحايا التعذيب في تندوف، مشيرًا إلى أن حقوق الإنسان يجب أن تظل أولوية في أي مجتمع يسعى لتحقيق العدالة والمساواة. كما دعا إلى ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية والقانونية لملاحقة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان عدم تكرارها.
دعوة إلى العدالة والمساءلة
يأتي هذا التكريم ليؤكد أن قضية ضحايا سجون البوليساريو لن تُنسى، وأن العدالة ستظل مطلبًا أساسيًا لكل من عانى من الظلم والاضطهاد. فالمجتمع المدني، إلى جانب الفاعلين الحقوقيين، يواصلون العمل من أجل تحقيق المساءلة وجبر الضرر، في وقت يزداد فيه الوعي الدولي بضرورة وضع حد للانتهاكات التي تشهدها مخيمات تندوف.
إن هذا الحدث، رغم طابعه الرمزي، يمثل خطوة مهمة في مسار الاعتراف بمعاناة الضحايا ورفع الصوت عاليًا ضد الظلم. وهو تأكيد على أن حقوق الإنسان ليست مجرد شعارات، بل التزام دائم بكرامة الإنسان وحقه في العيش بحرية وأمان.

IMG 20250208 WA07421 IMG 20250209 WA0602 IMG 20250209 WA0601

10 février 2025
Aller à la source Belgium-Times.BE
Author: abdelaaziz6