منذ تكليفه بتسيير برامج القناة الثامنة، اقتصرت خرجات عبد الله الطالب علي على تصريحات نادرة على هامش ندوة هناك او معرض هنا وهناك.
ولأن الرجل أكمل عامه الاول في مهمته الجديدة كان عليه ان يخرج – ليتكلم، يشرح ويوضح برنامجه وتصوره وما تحقق منه وما لم يتحقق ولماذا لم يتحقق- وقد خرج وليته ما فعل. لماذا؟ هذا ما سنكتشفه في ما يلي.
اختار الطالب علي ان يكون خروجه الإعلامي الأول عبر بوابة الوسيط حيث استضافته الزميلة زهور حميش في حلقة خصصت للدراما الامازيغية، وهي حلقة تستوجب ان نقف عندها طويلا ونتأمل ما جاء فيها جيدا، على مستويين:
– الاول شكلي متعلق باختيار بوابة الخروج الإعلامي الأول وطبيعة الضيوف!!
-والثاني موضوعي يهم مضمون ما دار في حلقة السبت التي سيكون لها مابعدها.
الوسيط.. كلمة حمالة أوجه
تنص المادة 195 من دفتر التحملات على أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة “تنتج وتبث دوريا برنامجا تلفزيا للوساطة يعالج مجموع ملاحظات الجمهور المتعلقة بالخدمات التلفزية، من أخبار و برامج، التي تقدمها مختلف القنوات الإذاعية والتلفزية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة”.
في حلقة السبت الماضي عن الانتاجات الدرامية الأمازيغية زاغت الحلقة عن وظيفتها وأخرجتها الزميلة زهور عن سكتها حين جعلت الحلقة “صالونا” لتبادل التهاني والتبريكات بين مدير القناة وأحد الضيوف، في مشهد كاريكاتوري يراه البعض مسا بمبدأ تكافؤ الفرص إن بحثنا قليلا في موقع الضيف وسابق معاملاته مع القناة، الأمر الذي “تورَق” أكثر حين انهال السيناريست مهندس الطاقة على لجنة انتقاء البرامج بشآبيب الشكر والامتنان.
وحدهما فقرتي الميكروطرطوار اللتين تخللتا الحلقة كانت بحق تمثل روح برنامج الوسيط كما تنص عليه المادة 195 من دفتر التحملات.
انا وحدي مضوي البلاد
جاء الزميل المفترض عبد الله الطالب علي الى بلاطو الوسيط وقد عقد العزم للحديث عن سنة ونصف من ولايته على إدارة تمازيغت، متناسيا التراكم الذي حققته القناة من قبله، حيث تفادى اكثر من مرة الإشارة إلى سلفه، بل ولم يأتي على لسانه اسم الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، مع العلم أن الطالب علي يشتغل بتوجيهاته ولا يمل من استشارته في أكثر من مأزق، وطلبات عروض رمضان الماضي وبعدها طلبات عروض الشبكة شاهدة على دور فيصل العرايشي في إطفاء حرائق كادت تأتي على الاخضر واليابس بسبب “دهشة البدايات” التي اربكت المدير الجديد. ونفس التجاهل او النسيان طال المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون الذي لم يبخل على مدير تمازيغت بالارشادات للابحار بالقناة نحو بر الأمان.
بشارة أم تسريب وخرق لواجب التحفظ
في الحلقة تحمس مدير القناة وهو يستعرض الأرقام ونسب المشاهدة ونجاح الأعمال، وفي لحظة زف البشرى للمنتجين والمهنيين وهو يكشف أن طلبات العروض المنتظر خروجها تتضمن ست مسلسلات عوض ثلاثة كما جرت العادة كل سنة.
وإذا الرفع من حصص المسلسلات نقطة تحسب للمدير، إن كان هو من يقف وراءها ودافع عنها، إلا أنه يطرح اشكالا قانونيا وأخلاقيا، إذ من حق المتتبع أن يتساءل فيما إذا كان للمدير الحق في كشف حصص طلبات العروض قبل صدورها.
الدراما ليست مجرد سيناريو
مناقشة مدير تمازيغت في الاعمال الدرامية التي تقدمها القناة تفرض حضورا متنوعا في الضيوف والمتدخلين، إذ لا ترتبط العملية الإبداعية في الدراما بالكتابة فقط، وإن كانت مهمة ومحورية ومفتاح اي نجاح درامي، لكنها تظل جزءا من منظومة يشترك فيها المخرج والممثل والتقني والجهة المنفذة للإنتاج. وبذلك يكون إشراك كتاب سيناريو فقط لمساءلة مدير القناة نقطة ضعف الحلقة، وهنا بدا جليا للمشاهدين أحقية حضور مخرج داخل البلاطو عند مناقشة مدى أهمية حضور السيناريست عملية تصوير عمله الدرامي، ورغم أن فقرة الميكروطرطوار الثانية في الحلقة اعطت للكلمة للمخرجين والمهنيين إلا ان مداخلاتهم كانت أشبه بمطال نقابية، وهذا بديهي لان تسجيل مداخلاتها سابقة على تسجيل الحلقة ولم يكن لهم علم بمحاور ونقاط النقاش.
منتجون غاضبون
عبر منتجون عن استياءهم من مشاركة ضيوف عُرفوا باشتغالهم مع شركات تنفيذ إنتاج بعينها، وزاد من غضبهم رسائل الود والغزل مع مدير القناة، ما جعل اكثر من جهة انتاجية تتوقع شكلا محددا لنتائج طلبات عروض المزمع اطلاقها قريبا.
وفيما لا يُعرف من يقف وراء اختيار المتدخلين لمساءلة ضيف حلقة الوسيط، هل معدة البرنامج ام باقتراح من عبد الطالب علي، يبقى الاختيار غير موفق وسيكون له ما بعده، إذ دقت الحلقة وما جرى فيها ناقوس إنذار شركات إنتاج أخرى كانت تمني النفس بقطعة من كعكة الانتاجات الرمضانية المقبلة،كما استاءت شركات لها مرجعية في المسلسلات من تهميش أعمالها بدعوى حصة المشاهدة،سيما في تعبير لسني معين.
30 juillet 2024
Aller à la source Belgium-Times.BE
Author: abdelaaziz6