سطات : زعواط زهير
مع كل عيد الأضحى المبارك يعود نقاش روحاني وعقائدي للواجهة حول إحياء السنن النبوية خلال الأيام الأولى من شهر ذي الحجة ولما لها فضل في العبادات والتقرب من الله عز وجل.
هذا، ويأتي نقاش آخر أصبح يفرض نفسه في العقود الأخيرة ويُسمع صيته ويطول أمده وسط الجموع والمجالس الأهلية والعائلية، ولكن في مرور السنين الأخيرة أصبح هذا النقاش محتدم بسبب الصعوبات والأحزان التي صاحبت فقراء المسلمين والعوز الذي أطالهم في إستقرار مؤونتهم اليومية ليأتي موعد كبش العيد ومستلزمات أيامه.
هذا النقاش طغى فيه الغلاء ثم أصبح النقاش فيه يكلف الإنسان مجهود عصبي وحسي خطيرين مما يتشكل بعد ذلك عبئا في الإستمتاع بالحياة الهادئة والطيبة، والجميع يتأثر بالوضع الإنساني الذي تكشفه الأزمات، ليصبح العيد نفسه بدل أن يكون شريعة روحانية طيبة الذكر أصبح الخوف الهاجس الأول عند الجميع، بحيث لا يسلم منه الغني ولا الفقير، وأصبح المجهود النفسي مضاعف إلى أن يتم صباح العيد.
وهذا راجع لما إعتنقته الأمة الإسلامية من أعراف وتقاليد صاحبت السنة النبوية في تقوى الله عز وجل، لتتراكم هاته الأعراف والتقاليد وتصبح واجبًا ليُعَلَقَ المواطن المغربي البسيط فوق مشنقة تنخر تفكيره وصحته ومصدر دخله.. ولن نخوض معكم في أجره الشهري ولا ذكراه الطيب الذكر…
وهاته المشنقة طبعا لم يأتي بها الله ولا سنة رسوله لكي لا تنتسب المشاكل إلى أصل السنة.. ونبقى على يقين بأن المشاكل المادية والنفسية نتيجة الأعراف والتقاليد التي بنيت في مخيلة الطبقة الفقيرة من الضعفاء، وأعتذر وحزين على مصطلح الضعفاء ولما خلفته الأعراف والتقاليد في إضعاف النفوس والأجيال…
ومعالم التكلف والتصنع أظهرت لنا في مرحلة الغلاء والزيادات في كل المواد والقطاعات بأن العبادات أصبحت تشكل عبئا على تابعي السنة.. لتتحول بذلك شعيرة ذبح الأضحية من شعيرة دينية إلى شعيرة اجتماعية.
التقاليد دفعت المواطن البسيط لتحويل شعيرة دينية كانت لمن استطاع إليها سبيلا إلى شعيرة اجتماعية يرزخ المواطن البسيط تحت ثقلها، وتدفعه لارتكاب مخالفات دينية صريحة كالسلف بالربا من أجلها وغيرها من الطرق، ليخرج بذلك المسلم من المعنى الحقيقي لهذه الشعيرة إلى رحاب معتقدات ما أنزل الله بها من سلطان…
The post عندما يتحول عيد الأضحى من شعيرة دينية إلى شعيرة اجتماعية تضع المسلم في حيرة من أمره appeared first on النهار نيوز المغربية.
16 juin 2024
Aller à la source Belgium-Times.BE
Author: النهار نيوز المغربية