العراق بين الصين والطين

أ.د.ضياء واجد المهندس

 

صرَّحت كرستين لاغارد

مدير صندوق النقد الدولي قائلة: (الحرب ليست في الأنبار ،ولا حتى في العراق، أو سوريا، الحرب هي على اقتصاديات الدول وتفقيرها وتجويع شعوبها وتجريدها من قوتها المالية ،ومن ثَّمَّ العسكرية ،لجعلِها غير قادرةٍ على تسديد رواتب موظفيها ومنهم العسكريين وقوى الأمن، لتظهر قوىً مسلَّحة خارج إطار الدولة، تنتهك القانون، وتسلب الناس، وتُثير الفوضى وتأخذ الأتاوات).

نستنتج من ذلك إن الحرب الحديثة تكون بمفهوم (التدمير الذاتي) من خلال إيجاد (فوضى خلَّاقة) تسقط كل أركان الدولة و المفاهيم الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية؛ و تدمر البنى الإقتصادية المالية و الزراعية و الصناعية و التجارية ، وتحط بالمعايير التعليمية و التربوية و الثقافية لتجعل من أكبر بلدٍ نفطيٍّ ، صاحب أعلى مخزون احتياطي من النفط والغاز، و يمتلك كل مقومات النهضة الحضارية من موارد بشرية وأرض خصبة و ماء و مواد أولية إلى اعمقٍ إرثٍ تأريخيٍّ لا يضاهيه به احد تجعله يعجز عن دفع رواتب موظفيه و يفشل في توفير فرص عمل لأبنائه الخرِّيجين ..

تذكرت مرة وانا اقرأ تصريح كرستين لاغارد كيف انني عندما رأيت

(وائل بن حجية خاجية) يُضَمِّد جرح رأسه النازف وسألته عمَّن ضربه ، هنا خرجت حجية خاجيَّة غاضبةً و هي تصرخ قائلة ؛ آني ضربت وحيوح (وهو الإسم الذي تُكنِّي به خاجيَّة إبنها وائل عندما تغضب عليه).

قلتُ لها: لماذا ياحاجة؟.

قالت خاجية: كنتُ انصحه بأن يدرس جيدا ما يمكن أن نستفيد منه ونأخذه من التعاقد مع الصين ، لا أن نندفع ونحن مغمِّضين العينين للتعاقد معها ونبيع البلد، ماءه و سماؤه وطينه، بلا دراسة و لا حتى يقين ، لكن وحيوح ادَّعى أنَّ الرئيس الصيني يعرف كل شيء عن العراقيين حتى ملابسهم الداخلية … الا لعنة الله على وحيوح و على الرئيس الصيني الذي لا أعرفه و لا يعرفني ..

ضحكِتُ و أجبتها: يقصد (وائل) بكلامه؛ أنَّ كلَّ شيءٍ في العراق يعرفه الرئيس الصيني حتى ملابسنا الداخلية لأننا نستوردها منهم .

كلُّ شي في العراق صيني.. و لم يبقَ فيه إلا الطين…. حتى أمسينا بين الصين و الطين.

 

اللهم ارفع هذه الغُمَّة عن هذه الأمة..

اللهم لقد ابتُلينا بأفسد طُغمة ..الذين لم يبقوا للوطن و الدِّين حُرمةً..

 

البروفسور د.ضياء واجد المهندس

مجلس الخبراء العراقي

The post العراق بين الصين والطين appeared first on النهار نيوز المغربية.

23 juin 2023
Aller à la source Belgium-Times.BE
Author: النهار نيوز المغربية