عبد الرحيم هريوى
القراءة الشعرية تبقى من الأسرار الخفية و التي قد يجهلها القارئ عينه،وهو المولوع في الغوص في أعماق مدلول النصوص ..وليس للقراءة العالمة زمان ولا مكان معلومين..أو قد نختار حينها نصا بعينه كي نعيد قراءته، ولو كان ذلك بالنية، التي تعتبر فرضا لأي عمل ذي طبيعة خاصة بل القراءة تلك قد تحضر كالغيث حينما تحتاج الطبيعة للقطر لكي تنبت من كل زوج بهيج ..!
وكذلك بعض النصوص الرائعة والجميلة،قد تحتاج لمن يقدمها للقارئ على طبق من الورد بدل الذهب ولا بد أن نتواجد كصورة ثانية ونحن نعيش لحظات حميمية في عناق أسطوري مع أصوات وموسيقى النص،وليس بمشي فقط على حد قول بول فاليري ..!
و تحياتي الشاعرية لكل شاعر موهوب أوشاعرة، وبدون غرور مسبق،وهو يصدح وبعفوية، بما في جوفه من الكلمات الموزونة والمختارة عبر نصوص شعر عذبة وتثير نوعا من الدهشة لدى القراء مناصفة على حد قولة “بودليير”
ع.الرحيم هريوى
01//
تدوينة علال أب أشرف الجعدوني :
تحية لك سي عبد الرحيم هريوي على هذه الورقة القيمة ، بكل تأكيد للشعر طقوس ، فمن امتثل لها ركب سفينة الإبداع وازداد نجاحا وتألقا ومن أعطاها بالظهر ظل متخبطا في عشوائية يصارع التناقضات بدون مخرج متوهما أنه يحمل جينات شاعر ، وهذا هو المشكل الكبير الذي نعيشه في زمن التفاهة لكون تعدد المنابر الغير مختصة أضحت هي الغارقة في قبول كل الأقلام بجميع تلاوينها دون الاقتصار على الممتع والجميل الطروب .
ولكي نتجاوز هذه المعضلة علينا التعود على اختيار النصوص الجميلة موضوعا و كلمات وأسلوبا وتماسكا بجرس موسيقي يحرك مكامن الذات ، فالشعر هو اختيار كلمات شعرية شاعرية ممتعة مناسبة التي تهز مسامات المشاعر والأحاسيس ، وليس الشعر هو إلقاء كلمات جافة غير متناسقة لا معنى لها ولا إيقاع تحرك الوجدان . الشعر هو التناغم مع طقوس الكتابة الهادفة والإلقاء ، وهو الرقة في الإمتاع وإلا..
كما لا ننسى أن الإلقاء يروي النص بعطر فياح يشد كل عاشق للحرف من بعيد ، ويزيد النص بهاء وجمالا ، إضافة للصور البلاغية والفنية التشويقية التي يحملها النص في تركيبته الأساسية . وهنا يكمن سر المعنى ،فمن لا يحسن الإلقاء يقتل النص حتى ولو كان جيداً وممتعا .. لهذا يمكن القول أن للقراءة أسرار لا يستسيغها إلا الراسخون في فن الإبداع الشعري الموسوم بالمتعة المائزة ..
آمل أن نتعلم إتقان الإلقاء حتى نزرع روح تانية في النص الشعري ..
شكراً سيدي عبد الرحيم هويري على سعة صدرك دمت متألقا موجها لكل من يعشق الحرف الحي الذي لا يموت .
02//
تدوينة عبد الرحيم هريوى :
علال أب أشرف الجعدوني كبير كعادته في العيون التي ترى الجمال في المكان والموضع المناسبين..حدسي لم يخنني لما اعتبرتك كبيرا وهامة من الهامات التي تعيش للأدب وفنونه وأغراضه ،ولم تمتطي فرسك العربي وتتقلد رمحك مع الرماة ،لا لشيء سوى كي يقولوا أو يتقولون بأن سيدي علال بطلا أسطوريا وشجاعا ..لكنه لا يولد الحكيم حكيما ولا الفلاسفة يخرجون من الأرض كالفطر بل هم ثمرة عصرهم وبيئتهم على حد قولة كارل ماركس الفلسفة هي محبة الحكمة وزبدة زمانها..وخاطئ من يبعد التوجهات الفكرية والفلسفية والسيكولوجية عن قراءة النصوص بل النص الأدبي لا بد من عرضه على المجهر وقراءته كوصفة لتحليلات طبية بطريقة من الطرق ،ولعل كل النقاد العرب ومدى تأثرهم بالشكلانية والبنيوية والشاعرية تبين بأن التحليل النفسي والفلسفي للنصوص ظلا حاضرا عند جلهم (الناقدة حورية الخمليشي-زهور كرام -البنيوية في بناء النص البنيوي عند محمد السويرتي-والعمل الشعري عند صلاح بوسريف في سبيل التحديث والحداثة الشعرية..) ويعبر قطارنا مسافات طويلة عبر الأراضي المتنوعة جغرافيا لعله يقوم برحلة ممتعة ويمسي من قطار للنزهات لعنوان لنص قصصي قصير..في نهاية ردي أشد على يد أخي علال بكل تقدير واحترام ولعلنا نتعاون من أجل وعي ثقافة ننشره عبر العالم الأزرق بدل التهافت مع المتهافتين للتفاهة ..
03//
تدوينة للشاعرة نعيمة معاوية :
ما عساي أن أقول وقد اختزل الكلام كل الكلام
إذ رفعتهم بحرفكم البلسم والضياء كل مقام ..
انتعشت حروفي بين ثنايا سطوركم كما الغمام ..
فتجمل البوح وغرد شاديا محلقا كما اليمام ..
بوركتم أيها الناقد المبدع بتتبعكم الراقي وغوصكم بعمق الكلم ..
دام حرفكم ببهاء النسيم، وبعمق البحر، وجمال الربيع، يستهوي محبرة البشارة والقلم الرفيع ..والقارئ العاشق لدرر..
تحياتي والورد ناقدنا البهي عبد الرحيم هريوى ولجهودكم المبذولة والهادفة بدنيا الشروق .
The post حينما كتبت بصدق : “القراءة الشعرية تبقى من الأسرار الخفية للقراء عينهم ..! appeared first on النهار نيوز المغربية.
4 mars 2023
Aller à la source Belgium-Times.BE
Author: زكية شفيق